الخميس، 18 أبريل 2013

دور الإعلام في حياة الناس


دور الإعلام في حياة الناس

   وضعت الدول وسائل للإعلام لتسفر عن كل شارقة وغاربة، وعن كل حادثة تدل على أمر تفاؤلي مثل التقدم التقني، أو الأمر التشاؤمي كالحوادث الكارثية، وإحقاق الحق، وتوضيح الحقائق للمشاهدين أو المستمعين.

   قرأت مقال من كاتب يستنكر حقيقة ما تقوم به بعض القنوات من إطلاق لعنان بعض الإعلاميين حيث أصبحوا يولون أهمية قصوى لإنجاح برامجهم، واستضافتهم لبعض الإعلاميين الذين صار يراهم الكاتب تارة مذيعين، وتارة أخرى محللين سياسيين، ويستنهضون طاقاتهم ، ويشحذون هممهم في تسليط الضوء على مواضيع هامة شتى ، ويوجدون من مسائل بسيطة أمور كبيرة ويهولونها حتى تصبح فائقة التعقيد.

    لا شك أن للإعلام دور كبير في بث روح الوئام بين أفراد المجتمع في الوطن الواحد، وترسيخ التفاف الناس حول قيادته القابلة للنصح وللخير، والمنفذة للمشاريع والخدمات التي تصب في مصلحة الشعب والوطن، وتوجد آلية لرصد السلوكيات البشرية ، وتحلل مفاهيم الناس لتمكين الركائز المهمة في توحيد الجهود، وإيلاء الأهمية لوحدة الصف، والإصغاء للناصحين الناقدين المنقذين للوطن بالنقد الهادف الذي يصب في مصلحة الوطن والشعب.

  يجب أن يكون في الإعلام نقد هادف يتواءم مع الظروف الحالية، والمراحل المختلفة، والغاية المعلنة في الإعلام يجب أن تكون واضحة المعالم ، وسهلة التفاصيل، لتوجد الوعي الأمثل للمتلقي ، وتجعل منه إنسان نافع لمجتمعه مساهماً في سد الثغرات التي قد تتضح في جهة أو مكان أو مؤسسة، وبالتالي إغلاق أبواب الشر ومنابت أصول التحريض الغير مباشر وخصوصاً مع الوسائل الغير مباشرة أو ما يسمى بقنوات التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك، والتسابق على خبر ما أو تشويه جهة ما لا لإصلاح الحال ولكن فقط لتأجيج المشاعر وكل له اجتهاده والله اعلم بحال الناس ولا أستطيع أن أعمم على نوايا الناس حاشا لله ، ولكن يجب أن نعلم أن هناك فرق بين الأنشطة النزيهة الهادفة في نقدها، وبين الأنشطة المريبة التي قد ترتفع عقيرتها إلى أن تفضي إلى أمور حرجة وهذا الأمر لا يريده أحد.


   الإعلام الصائب يعزو دائماً أسباب الإخفاق لجهة معينة، ويميط اللثام عنها، وينصح المسئول عن تلك المثالب بطريقة ناصحة وهادفة، و يسمح للكلمة الناصحة والناقدة البناءة التي توصل الكلمة إلى المسئولين ومجلس الشورى ومن ثم الرفع بالاقتراحات إلى مجلس الوزراء وبعدها تصدير القرارات، الإعلام في هذا الصدد يكمن دوره الرائد في السماع للآراء والكتابات والمقالات والاقتراحات من الناس حسب الضوابط المتبعة في الإعلام.

  ولأن الكثير ممن فقد هويته وأصبح يترجم ما يقوله الغرب، ويلهث إلى سراب ما يسمونه تداول السلطة، والديموقراطية، والأحزاب والمعارضة، هذا كله لا ينسحب على المجتمع المسلم الذي أعطى الوالي البيعة والوالي أسس مجلس شورى ليتم إيصال شكاوى الناس واقتراحاتهم وإصلاح أحوالهم، فهذا هو الهدف من تولي شئون المسلمين والراعي مسئول عن رعيته ، للأسف أصبحت بعض الأقلام تعتقد أن التقدم الغربي في أمورهم لم يحدث لولا الانعتاق من الموروث الديني، وكأن الدين هو العائق للمسلمين أمام التقدم ، وهذه هي الكارثة الحقيقة في أفكار هؤلاء لأنهم لم يدرسوا الإسلام ومدى حرص تعاليم الإسلام على التفكر والتعلم والتقدم، ويكفي المسلم شرفا أنه محرم عليه الخمر الذي يفقد الإنسان إنسانيته وعلى العقل تفكره، فقل لي بربك لو أن هذه التقنيات والمصانع عند المسلمين الذين لا يشربون الخمر كم هي الساعات التي يعملون بجد وحرص وحضور عقل، كم هي الإنجازات التي ستنتج المنتجات والمخرجات من بيانات وتصنيع وإنتاج ملموس، ولكن هؤلاء تناسوا للأسف ما فرضه الغرب على المنطقة العربية من سياسات معينة تحول دون تقنيته بشكل بارع ومصَّنع فكان ذلك هو السبب وليس الإسلام ، وليس الإسلام إذا أخطا أفراد قلة في حق آخرين لا يعني هذا أو يستلزم أن يكون السبب الرئيس هو الإسلام، بل إن الإسلام بريء من هذا كله.