شرح أبيات لقصيدة لأحمد شوقي 1

كبار الحوادث في وادي النيل

همت الفلك واحتواها المــــــــــــــــــــــــــــــاء         وحــــــداها بمن تقـــــــــــــل الرجـــــــــــــــــاء

 أي تحركت البواخر فوق الماء بما تحمله من بشر وأمتعة وجميعهم يرجوا من الله السلامة والعافية في رحلتهم.

ضرب البحر ذو العباب حواليها         سماء قد أكـــــــــــبرتها السمــــــــــــــــــــــــــــــاء

 أي ان البحر ذي الموج (العباب) المتعالي ، الذي يكاد يبلغ السماء من شدة ارتفاعه.

ورأى المارقون من شرك الأرض           شباكاً تمدها الدأماء

أي ان المسافرين الهاربين (المارقين) من شرك الارض يعني من الأرض إلى البحر، وشاهدوا شبكات الأمواج الهائلة في البحر (الدأماء).

وجبالاً موائجاً في جبال                  تتدجى كأنها الظلماء

أي أن الأمواج أصبحت مثل الجبال الشاهقة، وأصبح الليل مخيفا تتدجى (تشتد حلكتها) ظلماتها.

ودويا كما تأهبت الخيل               وهاجت حماتها الهيجاء

أي أن تلك الأمواج مثل صخب الخيول في المعارك الشديدة.

لجة عند لجة عند أخرى           كهضاب ماجت بها البيداء

 أي أن شدة صوتها مثل صوت الرياح.

وسفين طوراً تلوح ، وحيناً              يتولى أشباحهن الخفاء

أي ان السفين (جمع سفن) تتضح (تلوح) ويراها الناس في تلك المعمة العاصفة ، وأحيانا تختفي تماما.

نازلات في سيرها صاعدات           كالهوادي يهزهن الحداء

أي تنزل وتصعد من شدة التيار والأمواج مثل حركة الأبل (الهوادي) حينما يسمعن غناء الحادي (الحداء) وهو شخص يغني في السفر لتنشيط الأبل في السفر.

رب إن شئت فالفضاء مضيق       وإذا شئت فالمضيق فضاء

أي فيارب أنت تستطيع أن تضيق علينا وتستطيع ان توسع علينا فلا تحرمنا فضلك.

فاجعل البحر عصمة وابعث          الرحمة فيها الرياح والأنواء

أي واجعل هذا البحر ملاذا آمنا لنا لا تهلكنا فيه، واجعل الرياح رياح خير تاتي بالغيث (الأنواء).

أنت أنس لنا إذا بعد الأنس            وأنت الحياة والإحياء

أي أنت أنسنا وأماننا ورجاءنا فلا نريد الا السلامة والعافية بإحسانك وفضلك، فأنت الحي وبيدك الإحياء والأماتة أيضاً.

يتولى البحار مهما ادلهمت         منك في كل جانب لألاء

أي أن فضلك ورحمتك مثل النجوم المتلألأة في كل مكان نراها ، فلا نفقدها يا رب مهما عظمت تلك الأمواج والمصائب.

وإذا ما علت فذاك قيام             وإذا ما رغت فذاك دعاء

- وتلك الأمواج في حقيقتها تعبدا وتقرباً إليك يا رب فاعتلاءها قيام لك، وخضوعها في رغاها (ضجيج صوتها )دعاء لك.

فإذا راعها جلالك خرّت           هيبة فهي والبساط سواء

 أي اذا شعرت بجلالك وعظمتك خرت خاشعة لهيبتك وتصبح مستوية بدون هياج مثل البساط.

والعريض الطويل منها كتاب              لك فيه تحية وثناء

أي أن تلك البحار العريضة بأمواجها كأنها كتاب فيه جميع الثناء عليك والشكر لك بما تحمله من نعم والآء كثيرة

يا زمان البحار لولاك لم           تفجع بنعمى زمانها الوجناء

- أي أن زماننا أصبح زمن النقل البحري وانتهى زمن الابل والتي فجعت بالاستغناء عنها والعناية بها.

فقديما عن وخدها ضاق وجه       الأرض وانقاد بالشراع الماء

 أي أن وخدها (سرعة مشيها) أصبح قديما، والانا لصبحت الأشرعة تحرك السفن في الماء.

وانتهت إمرة البحار إلى الشرق         وقام الوجود فيما يشاء

أي اصبح الشرق مزدهر بصناعة السفن وصيانتها والسفر بها.

وبنينا فلم نخل لبان     وعلونا فلم يجزنا علاء

أي أن البناء الذي فعلناه أفضل من غيرنا بكثير يعني مصر ارض الحضارة القديمة.

وملكنا فالمالكون عبيد       والبرايا بأسرهم أسراء

أي أن ملوك مصر هم خدم لرعاياهم ويقدمون لهم الخدمات.

قل لبان بنى فشاد فغالى            لم يجز مصر في الزمان بناء

أي أسأل أي مشيد للمباني كيف هي مباني مصر القديمة من أهرام وغيرها هل يوجد مثلها في الأرض.

ليس في الممكنات أن تنقل     الأجبال شما وأن تنال السماء

أي أن ذلك التاريخ لن يتكرر فلا أحد يستطيع اليوم أن يحمل الجبال الشم مثل الأهرام ولا يستطيع أن يبلغ السماء في علو البناء.

أجفل الجن عن عزائم فرعون             ودانت لبأسها الآناء

 أي أن الجن خاف وولى من بطش فرعون وقوة أتباعه الذين بنوا تلك المعالم التي لا يشابهها بناء.

شاد مالم يشد زمان ولا أنشأ                عصر ولا بنى بناء

أي أن الشاعر يمتدح تلك المباني من أهرام وغيرها لا يشبهها بلد في العالم، ولن يستطيع بناءوا اليوم أن يفعلوا ما فعلوه.

هيكل تنثر الديانات فيه             فهي والناس والقرون هباء

 أي ان هياكل الأهرام أصبحت وأهلها غبارا (هباء) بينما كان فيها ناس وأديان وأصبحت اليوم خالية.

وقبور تحط فيها الليالي                ويواري الإصباح والإمساء

يعني تمر عليها الليالي والأيام والصباح والمساء.